في بعض الأحيان تجلس بعض الأشخاص في كرسي عال من قلبك لأنهم ملؤوا عليك
حياتك بأشياء جميلة ، بتصرفاتهم ، بكلامهم ، باهتمامهم ، بضحكاتهم ، بأرواحهم ، و
يغيب عنك أنه من المحتمل أن يحدث شيء ما و يختارون النزول من ذاك الكرسي الذهبي
إلى الحضيض .
و لأنك لم تضع في الحسبان حدوث ذلك ، ربما غباء منك أو سذاجة أو لكثرة
طيبتك ومحبتك ، تصاب بصدمة قوية ، و تصبح الصفعة قاسية على وجهك الطيب ، قد تبتسم
لمرارة الواقع ، قد تصرخ في وجه الخذلان ، و قد تصمت طويلا ... طويلا، إلى أن
يستوعب عقلك و يشفى قلبك.
و بالرغم من الندوب التي ستخلفها الحادثة ، إلا أنك ستستمر في حياتك ، فالحياة
لم تتوقف يوما لأجل أحدهم ستدرك أن السعادة التي منحوك إياها ، كانت لحظية و آن
لها أن تنتهي ، لتتيقن تماما أن السعادة الحقيقية منبعها هو أنت ، أنت نفسك تعرف
كيف تجعل يومك أو حياتك سعيدة ، إنك مصدر السعادة لنفسك و لمن يحيطون بك ، و لن
تصل إلى سعادتك إن كان رابط تأملك في الكون و في ذاتك ضعيفا .
تحضرني قولة 'فرح قدس' التي كلما تذكرتها أشعر بها كالبلسم الدافئ الجميل :
" سيتضح لك مع الوقت أن أولئك الذين يوجعك غيابهم ، ليسوا سوى أشخاص كان
مقدرا لك أن تلتقيهم ليعلموك درسا ما ،
ليحدثوا في شخصيتك ثقوبا سوداء و أخرى بيضاء ، ومن ثم و حين يؤدون ما قدر لك تعلمه
، ستتهيىء كل الأسباب لرحيلهم ، فلا تحزن " .
أستيقظ صباح هذا اليوم، لأرى تلك الوردة الحمراء وسط النباتات الخضراء، و
رياح خفيفة تارة و عنيفة تارة أخرى تحركهم يمينا و يسارا. تأملت و قلت : الوردة في
الوسط و هي الفرد ، النباتات الخضراء تحيط بها و هي تماما كالمحيط الاجتماعي
الذي يعيش فيه الفرد ، أما الرياح فهي تلك القوة الخفية التي تحرك الفرد و
المحيط ، تلعب بهم كما تشاء . و لكن، ماذا لو كان الفرد تابتا على مبادئه و قيمه،
له جذور قوية، فهل ستحركه الرياح رغما عنه ؟ و هل يتحرك الفرد أساسا رغما عنه ؟ .
و في محاولة لتجديد طاقتي و همتي ، أقصد صديقي الأزرق ، الذي لطالما
احتواني و تحمل هلوستي ، أستنشق هواءه المنعش ، أفتح يداي و أغمض عيناي وأسر له
بتلك الأسرار .. ثم أبتسم من جديد .. فالحـياة لن تتوقف .
أسمع الآن سيمفونية طبيعية ، من أداء العصافير الصغيرة القريبة مني .. إنها
تشد على يدي بأصواتها كي أحافظ على ابتسامتي ..
أومي
تمارة/الهرهورة
24/02/2013
<3
أسمع الآن سيمفونية طبيعية ، من أداء العصافير الصغيرة القريبة مني .. إنها تشد على يدي بأصواتها كي أحافظ على ابتسامتي ..
:)
لا تقف الحياة على احد .. من اعظم دروس الحياة التي لا نتعلمها الا بشيء من الألم وخيبة الأمل ! :)
اعجبتني التدوينة ..
لك مني اجمل ابتسامة مرفوقة بتحية.
انا اوافقك الرأي في جل ما قلته في تدوينتك هاته إلا ان ان لي رأيا بخصوص ان كان الانسان له ثبوت في مبادئه وقيمه .
فإن كنت لعبت مرة الشطرنج فهكذا تصبح القيم والمبادئ عند كل نقلة .تدرس عن القيمة والمبدأ الذي ستتخلى عنه لتصيب مصلحة أو قيمة , أو تضيف الى مبادئها مبادئا.
إيــمان
لــيلى
شكر خاص لكما و لتواجدكما بين سطوري
أخ مو سي :
شكرا لك كثيرا لتفاعلك
عن رأيك ، فحقيقة لم أستوعب قصدك بالشكل المطلوب
هل تقصد تنقل القيمة و المبدأ من أجل مصلحة ؟