الصبي يا أحلام....
قصة قصيرة
قصة قصيرة
منذ اليوم الذي علمت فيه أنها
حامل و هي تعاني الأمرين ، و هاهي اليوم تخرج من البيت ذليلة الرأس ، متوترة الأعصاب
رفقة زوجها الذي لم يكن أسوء حالا منها ، ركبا السيارة و اتجها إلى المستشفى ، كان
الزوج مراد يجلس على أعصابه خارج غرفة الفحص ، أما الزوجة أحلام فقد كاد قلبها
ينفجر فرحا ، حينما زفت الدكتورة الخبر لها .
ركبت أحلام السيارة و هي مبتسمة
بل سعيدة، كانت تشعر و كأن الدنيا صغيرة على أن تحتوي سعادتها، كيف لا و هاهي الآن
تحمل بين أحشائها جنينا، و الأهم من ذلك، انه صبي، نعم صبي...
تنفست أحلام الصعداء و استلقت
و هي مرتاحة، أغمضت عينيها و هي ترى تلك الخمس سنوات التي قضتها في الجحيم، لسان
حماتها السليط من جهة، و الأعمال الشيطانية لأخت زوجها من جهة أخرى، و الأقسى من
ذلك أعصاب زوجها و معاملته المهينة لها.. فهي منذ تزوجته لم تنجب صبيا.. كانت تلد
كل سنة صبية .
قــبل مراد خد أحلام المتورد ،
و أثنى عليها كثيرا ، كان هو الأخر سعيدا جدا ، كان يشعر بأنه رجل ، و انه يريد أن
يصرخ '' يا عالم يا ناس '' زوجتي ستلد صبيا ، ذكرا ، رجلا ، ولي العهد ، حامل الاسم ....
أحلام كلما رأت سعادة زوجها
كانت تتمزق في داخلها، و تتحسر على سنواتها الخمس، التي جعلتها و كأنها آلة لصناعة
البشر، لكنها آلة معطلة، فهي تنتج نوعا واحدا من البشر، و زوجها و حماتها و محيطها،
كلهم يريدون النوع الثاني. خمس سنوات من العذاب، كانت كفيلة بأن تشوه أنوثتها، و أن
تحطم قلبها الطيب و ترديه أشلاء متناثرة.
بيد أنها سرعان ما تستعيد سعادتها لأنها تعلم أنها
الآن ملكة ، ملكة ذالك البيت بطابقيه وحديقته الخضراء ، بل ملكة على كل شخص يسكن
فيه ، من كبيرهم إلى صغيرهم ، هي الآمرة الناهية ، فهي تحمل بين أحشائها و لي
العهد .
أوقف مراد السيارة في مكانها
المعتاد ، و فتح الباب لأحلام بابتسامة عريضة ، و طلب منها النزول ببطء، ممسكا
بيدها ، طالبا منها ألا تسرع في المشي كي لا تتأذى ، أعجبت
أحلام بهذا الدور ، صدقته و قررت أن تنتقم من الجميع و تعيش الدور كاملا ، رفعت رأسها عاليا ، كانت شامخة في وقفتها ،
واثقة من نفسها ، كنت تشعر بقوتها حالما تراها ، فتح الباب و أشيع الخبر ، وانهالت
التهاني من الجيران، و عانق الجميع أحلام .
جلست أحلام في الصالة ، جهزت
الحماة 'طاجين باللحم ' ، لكن أحلام رفضته ، فهي
لا تشتهي الطاجين ، انها تريد '' البسطيلا'' ، أذعنت الحماة لطلب زوجة
ابنها ، و كانت الـ''بسطيلا'' جاهزة في غضون ساعات .
مرت الشهور و أحلام تعوض
بدلعها حرمان الخمس سنوات ، و شيئا فشيئا تستعيد أنوثتها المشوهة عافيتها ، وان
كان كل شيء مجرد تمثيلية وردية جميلة .. حياتها باتت بلا مشاكل ، بلا كلام جارح ،
بلا تصرفات قاتلة .. كل شيء على ما يرام .
و ها قد جاء اليوم الموعود ،
يوم المخاض ، يوم الولادة ، هرول مراد بأحلام إلى المستشفى و الجميع في البيت ينتظر حبيبهم الصغير ، أدخلت أحلام غرفة
العمليات ، فهي لن تلد طبيعيا كما في المرات السابقة اثر نزول في ضغطها الدموي
....
بكت أحلام كثيرا من شدة الألم،
لكنها كانت تصبر نفسها و تقول: انه حملي الأخير، انه الصبي، انه من سيجعلني مرفوعة
الرأس مدى العمر، اصبري يا أحلام، لم يبق الكثير..
جاءت صرخة مدوية من الغرفة، إنها
صرخة الحياة الجميلة، تنفست أحلام بعمق و غــفت..
أخذت الدكتورة الطفل الصغير ،
حملته بحنان ، ولم تستطع مقاومة جماله فقبلته ، حملته بين ذراعيها إلى مراد و هي
تقول له : مبروك يا سيد مراد ، انظر كم هي جميلة ، كأنها ملاك نزل للتو من السماء
نظر مراد بدهشة إلى الدكتورة :
هي ؟؟؟ لا بل هو ..
ابتسمت و قالت:لقد رزقك الله
بفتاة يا سيد مراد، إنها فتاة و ليس فتى، ألف مبروك.
تمت
أومي
Casino (2021 Update) - Dr.MCD
All your favorite games are here, 경기도 출장샵 with 구미 출장샵 more and more being added. 여주 출장샵 Casino (2021 Update) - DR MCD. 순천 출장샵 Enjoy 군산 출장안마 the newest casino games and promotions with