إن سألت عني يوما ، فانا بخير ..
كلما فتحت عيناي في الصباح اردد 'الحمد لله ' .. اسمع كعادتي صوتا فيروزيا
أو صوتا صوفيا و احتسي كوب شاي ، افتح كتابي
و أنسى الدنيا بما فيها و من فيها ...
إن سالت عني يوما ، فأنا بخير ..
ألاعب أطفالا صغارا و اضحك لضحكهم ، أعانقهم لأشعر بالحنان ، أقبلهم بجنون ...
إن سالت عني يوما ، فانا بخير ...
امسك قلمي كلما أحسست بالصداع أو بالألم .. فلا دواء لي سوى الكتابة ..
و التأمل .. و الصمت.. ...
افتح نافدتي كل مساء ، انظر إلى السماء ، لا هي زرقاء و لا هي حمراء
و لا هي وردية و لا حتى بنفسجية .. هي كل هاته الألوان .... التي تجعلني أكثر هدوء...
أرفع عيناي و أدعو الله ، و في دعواتي أرسل أمنياتي ، اطلب منها ألا تعود و أن تسبح
في السماوات .. إلى أن يأذن لها الرحمان ...
إن سألت عني يوما ، فأنا بخير
....
حينما ينام الكل ، حينما تطفئ
الأنوار .. اجلس وحيدة .. يحدث أن يجرفني سيل من التساؤلات إلى أن يرديني قتيلة ، و
يحدث أن تتزاحم الذكريات في عقلي و أتصبب عرقا ..
اصرخ فيها أن توقفي .. لكنها كما عهدتها متمردة ، فحينما تقرر ان تؤلمني
، فلا شيء يوقفها ... استسلم لها لأشعر بالألم ...
احضر قهوتي المرة ، اشربها دفعة واحدة ، كي تطفئ جمرة الذكريات .. رغم
اني ادرك تماما انها لن تطفئ ... استسلم كليا و نهائيا .. و أتلذذ بالألم ...
إن سالت عني ، فأنا بخير ...
لا زالت تلك الطفلة المشاكسة
بداخلي تلهو وتمرح ، و تضحك لأتفه الأسباب .. تلون الجدران خلسة ، بأبهى الألوان ..
و حينما يكشف أمرها ، تنكر بشتى الأنواع ... و تبتسم على استحياء
.. ثم تركض و تتخيل نفسها فراشة زرقاء ...
لا هي تسال عن الدنيا و لا هي مهتمة بأقوال الناس .. فليقولوا عنها
حمقاء ، فليقولوا ما شاءوا ... لا يهم.. ..
إن سالت عني يوما فأنا بخير ...
في بعض الأوقات من اليوم ،
يحصل أن أذكرك .. ترسم على شفتاي ابتسامة غريبة ، ابتسامة بلا عنوان .. لكني اسحق ذكراك
بسرعة ، و اجعلها تحت قدمي .. ثم امضي ..
إن سالت يوما .. فأنا بخير ..
رغم أني اعلم انك لن تسال عني ....
إلا أني بألف ألف خير
" أومي "
سلام إليك ومن أجلك و عليك
سرني في ملاذيتك كما يحلو لك أن تنعتيها جراءة العبارة و براءة الإشارة...
الكتابة الصادرة عن الانثى تحيل على الطبيعة ...وتنزع إلى أصل الأشياء
إليك ياسيدتي أحمل عطر مقولة *كافكا*:
الكتابة ضرب من الصلاة
فيصل أبو الطفيل -مراكش
يا لها من مقولة سيد فيصل
تلخص الكثير عن الكتابة
دمت وفيا لهذا الملاذ :)
صباح الخير سيدتي أميمة
يتولى شكرك بدلا عني هذا الليل الطويل الذي يذكرني بقول النابغة الذبياني:
كليني لِهَمٍّ يا أميمة ناصب ...وليلٍ أقاسيهٍ بطيء الكواكبٍ
أتوق إلى ما تخطينه بيمينك من سطور مضيئة.
دامت لك موحيات الكتابة
فيصل أبو الطفيل
ابتسامة عريضة لك أخي المحترم
جزيت خيرا :)
الأخت الكريمة أميمة
لقد فاض صدري بالسعادة لمرأى ابتسامتك العريضة رؤية همس لا رؤية عين
و قد قيل:
إذا ابتسمت أتاك الأصدقاء، و إذا عبست أتتك التجاعيد.
أرض الكلمة تتوق إلى سماء أفكارك.
طابت ليلتك
فيصل أبو الطفيل