كيف أوصل صوتي إليك ؟
كيف أخبرك انك مخدوع ؟
و أن ما رأيته مجرد زيف ...
لقد سمعوا أصوات أقدامك قادمة
فهرعوا إلى تنظيف المكان
و إلى تلميع الجدران ...
غرسوا الأقحوان و الورود و
الياسمين
غرسوا النخيل الشاهقات ، و
أشجار الزيتون ..
نثروا في أرجاء المكان العطور
و البخور ...
تجملوا ولبسوا جلد النمور
ووقفوا أمامك يبتسمون
و لكنها ليست الحقيقة
صدقني ،
اسمع صوتي الذي سياتيك خلف الابواب الموصدة
مع تباشير صباح وردي
سأخبرك عن الحقيقة
و لا تكن مغفلا ، أنصت بحواسك
الخمس
في هذا المكان ،
تنبث الأشواك
و تلهو العقارب السوداء مع
الثعابين
في هذا المكان ، تفوح رائحة
الخيانة و الموت
القمر و النجوم ، ضوء هذا
المكان
الأطفال هنا يموتون بدخان
الحقد
و السائحون في شلالات الدماء
يسبحون
أهازيج الأعراس تقام على صرخات
النساء
و في كل شهر قمري ، يقام معرض الجسد
كل فتاة ليلتها مستباحة
أنين ، آهات ، ألم و معاناة
تطوى الأيام ، و تتغير السماء
و ها هنا نحن جالسون ، صامدون
..
نرى في الألم قوة
و في المعاناة صبرا
نلتحف الإيمان ، و نصنع من الأمل
سجادة صلاة
فجرا ، ستسمع مناجاة الفقراء ،
الضعفاء يرفعون أياديهم للسماء
،
يشقون طريقهم إلى الله ، بثقة
فهل صدقتني أيها المخدوع ؟
اسمع لحن الأشجار حولك ...
إنه صوتي
صوتي الأبي المتمرد
صوت أنثى ترتدي الحرية أومي