م ــــــلاذي .. ~

.๑. سريعة .๑.
" أعود لأكتب ، و أكتب لأعيش ، و أعيش لأحقق غاية الإله " أومي

الرســـالة المدفـــونة




في ذلك المكان الصغير ، كان اللقاء ،و هناك بنيتا أحلاما ، وتشاطرتا أسرارا ، في ذلك الزمان السعيد ،ضحكتا ولعبتا ...
شاءت الأقدار ، تلك الأقدار التي تبعد الأحباب لحكمة ما .. نعم شاءت و أرادت أن يفترقا ..
مرت سنوات عديدة ،
تناست كل واحدة منهما الأخرى، أو أنساهما الزمن تلك الذكريات.
و في غمرة هادئة كانت هي جالسة تقرا كتابا في شرفة منزلها الكبير، نسيم عليل ورائحة مسك الليل تنعش روحها الطيبة، لكنها الحياة لا شيء يبقى على حاله، رن جوالها، رسالة نصية، والد تلك الصديقة قد مات ..
توقفت كل أحاسيسها، توقف الزمان ، عادت إلى الوراء .. عادت إلى تلك السنوات ... هي و هي .. في ذاك الزمان و ذاك المكان.
نبض قلبها بسرعة،خافت،حزنت،فتشت في مذكرة الأرقام،حيث تحتفظ بأرقام هواتف كل من مر أو حل ضيفا عليها في الماضي ..
عثرت على ضالتها أخيرا ،أخذت تنقل الرقم إلى جوالها ويداها ترتجفان .. هي لم تكن تعلم ماذا حل بها .. رن .. رن ..رن ما من مجيب .. ازداد خوفها، لماذا لا تجيب ؟ .
عادت لتتصل من جديد عدة مرات ،بيد أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل ..
قررت الاتصال ببعض الأصدقاء القدامى ربما غيرت رقم جوالها .. حتى هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح .
مرت أيام، وهي تفكر كيف تتصل بها، كيف تخبرها بأنها حزنت لسماع ذاك الخبر، كيف أنها مستعدة لمساندتها ..لـ .. لـ.. لـ..
أمسكت ورقة وقلم ، وبدأت تكتب رسالة ، رسالة خطية تكتب فيها كل ما تريد و تتركها شاهدة على حبها لها ، لأنها تؤمن بان القدر سيجمعهما يوما ما . و إلى ذاك اليوم ، ستذكرها وتحفظها في قلبها .
سنوات أخرى مضت بسرعة، رفقة كتابها الذي بات خير رفيق لها، كانت جالسة تحت شجرة بلوط كبيرة .. لترمقها هناك، لم تشعر بنفسها و هي ترمي كتابها و تركض بسرعة لها، ارتمت بين أحضانها وهي تعبر عن مدى اشتياقها ولهفتها، تحكي لها عن أخبارها ، عن اتصالاتها ، عن خوفها ، عن ..عن..عن..
فجأة هدئت الفتاة و هي تنظر في عيني صديقتها ،كانتا باردتين تماما ، خاليتان من أية مشاعر ... سألتها بخوف و تردد .. ما بك ؟ ، ابتسمت الأخرى بحزن، لتخبرها أنها ما عادت تتذكرها لا هي ولا ذاك المكان ولا حتى الزمان ..
 ذاكرتها خالية من كل الذكريات، لقد ألقت بكل شيء في مزبلة الماضي، منذ اليوم الذي توفي فيه والدها.
حاولت أن تفسر لها الأخرى سبب عدم اتصالها، أخبرتها أنها حاولت ولكنها لم تستطع الوصول إليها، أخبرتها أنها كتبت ذلك في رسالة كي تكون الشاهدة، و بنظرات غير مفهومة رمقتها، أدارت ظهرها، وذهبت ... فما كتب في الرسالة لم يعد يهمها ..
ذهبت تاركة كل ما بقي يتحطم، يتكسر، دفنت الصديقة الرسالة التي كتبتها بمشاعرها تحت شجرة البلوط، ومعها دفنت كل الذكريات ...
لتكون تلك الرسالة المدفونة ولتمضي هي قدما ....

أميمة 

 

^__^

ملاذيات قديمة ~

Follow us

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner