م ــــــلاذي .. ~

.๑. سريعة .๑.
" أعود لأكتب ، و أكتب لأعيش ، و أعيش لأحقق غاية الإله " أومي

الصداقة المجروحة .ج الأخير


الــ س ــلام ع ــليكم 

وهــآآآ أنا ذي .. و إياكم أحبائي 
نصل إلى نــ ه ــاية القصة...
الصداقة المجروحة 
ستسدل الستار 
في هذه التدوينة
لتكون جزءا من أيامي
و اكتشافا لقدرات كنت 
احسبها ماتت فــي 

فتحية ع ــطرة إلى أرواحكم الطاهرة
على أمل ان تكونوا قد استفدتم منها 
وفتحت اعينكم على عالم ربما .. ربما
لم تعرفوه ....

لــن أطيل اكثر .. وتفضلوا الجزء الأخير 


الـــــــــرحـــــــــيــــــــــــــل
انه اليوم الأخير لنا بالمعهد ، والأخير لنا في مراكش ، آن أوان العودة ، وكم نكره لحظات الوداع .
اليوم سنجتاز اختبار النهائي ، لقد ذاكرنا له جيدا ، ولن نقبل إلا بتحصيل متميز ، اتفقنا  على آن يكون هذا اليوم مجنونا ، على آن ننقشه في ذاكرتنا ما حيينا ، بعد الامتحان سنركب ذلك الباص الأحمر ذو الطابقين ، وسنجلس في الطابق العلوي الذي لا سقف له ، وسننظر إلى السماء ونصرخ فرحا، سنركب '' الكوتشي'' ليأخذنا إلى ساحة '' جامع الفنا'' ، نشرب عصير الليمون البارد المنعش ، ونأكل اللحم المبخر ، و .. و .. و ...
دخلنا قاعة الامتحان ، وزعت الأوراق ، وانطلق العداد ، ولم تأت سارة بعد ، أرسلت لها رسالة ، ورن عليها سامي ، لتدخل القاعة متأسفة عن التأخير ، نظرت إليها بتعجب ، ألقت التحية وجلست في المقعد الخلفي ، مرت بجانبي ، وغمزت لي ، لكني أحسست آن هناك أمرا ما ، فوجهها اصفر ، ولم تمسك ذلك المنديل في يدها ، ليس ما عادتها، انصرفت إلى ورقة امتحاني أجيب عن الأسئلة .
كان أول الخارجين سارة ، زاد يقيني آن هناك خطبا ما ، أنهيت بسرعة ، ولحقت بها ، لأجدها منحنية و شعرها يخفي وجهها ، أسرعت إليها ، لأجدها تستفرغ
سلوى: ما خطبك يا سارة ؟
سارة: ابتعدي أرجوك ، سأخبرك فيما بعد
أانتظرتها  خارجا ، وعقلي يحاول آن يفهم ، أخيرا جاءت .
أمسكت بيدي بحنان وقالت :
تعالي نقف هناك لا طاقة لي على حرارة الشمس ،
اسمعيني يا سلوى ، أنا سأرحل ، الآن ، يجب آن ابتعد ، لن أستطيع الذهاب معكما
سلوى: ترحلين ؟إلى أين ؟
سارة : إلى مكان ما ، أنا لن أعود أبدا ، وأريدك آن تمسحيني من ذاكرتك وألا تفكري في ، وان تعتني بسامي ، أنت تعلمين كم أحببته ، لكنني لا استحق شخصا بروعته
سلوى: ما هذه اللهجة التي تتحدثين بها سارة ، أعدت إلى كلامك المتشائم المعتوه ، كيف سترحلين بدون رجعة ؟
سارة : وهي تحاول آن يكون صوتها واضحا : سأخبرك سرين ، ولا تخبري سامي ، حتى يمضي أسبوع على رحيلي .. أنا .. مصابة بداء الايدز ..
سلوى : ماذا؟ الايدززززززز
سارة : اجل، للأسف اجل
سلوى: و السر التاني
سارة : أنا حـــــــــــــــــــــــــــــــــامل
سلوى : هـــــــــــــــــــا... ح .. ح .. ح .. ـــــا .. مــ ..ل ؟؟
سلوى : ها قد أخبرتك ، كي تكرهيني ولا تفكري في بعدها ، يجب آن اذهب الآن قبل ا ن ياتي سامي
تسمرت مكاني ، لم استوعب ما قالته جيدا ، حضنتني بقوة ، قبلتني بحرارة .. ورحلت
بقيت واقفة بدون أي حراك ، إلى آن جاء سامي ، سألني عنها ، تلعثمت ، تذكرت انه سر ، لا بل سرين .. ايدز و حمل .. كيف أتحمل كل هذا ؟
احترت ، كنت تائهة وأنا لم أتزحزح من مكاني ،صراخ داخلي يقول : ألحقيها ، لا تدعيها تذهب ..
جاء صوت سامي كصفعة أيقظتني ، كان يصرخ ،
أجنت هذه الفتاة ؟ أفقدت عقلها ؟ خدي اقرئي ما كتبته ،
أمسكت جواله بدين مرتعشتين ، لا طاقة لي في آن اسمع خبرا آخر ، سأهلك ، كانت رسالة نصية قصيرة ، كتب فيها التالي:
'' إلى ذلك الفارس النبيل
أهديك سلامي وتحياتي
واطلب منك مسامحتي
و الاعتناء بسلوى
حقق أحلامك ولا تتوقف
دس على ذكراي بقدمين واثقتين
فانا متجهة الآن إلى نهايتي ، ''
سارة

قلت لنفسي ، لقد أحسست بذلك ، كنت اعلم أنها ســ (...) ... كيف سيكون العالم بدون سارة ؟ كانت نفسي تقول : ألحقيها لا زال أمل .. اذهبي
ولكن إلى أين ؟ .. فكرت وفكر سامي ... تذكر سامي فجأة ، أخبرته آن والدتها ترقد في المستشفى .. ربما توجهت هناك لتلقي التحية الأخيرة على أمها ثم (..) ..
أسرعنا إلى المستشفى ، ذهبنا إلى الغرفة التي تتواجد فيها والدتها ، كانت هناك ضجة ،و الإزار الأبيض على السرير وحده يحكي الحقيقة ، توفيت والدتها .
سالت احد الممرضين عن سارة ، وصفتها له ، وكان جوابه ، أنها كانت في اللحظات الأخيرة ، لكنه لم يرها بعد ذلك .. كنا في حرب مع الوقت ، أين أنت يا سارة ؟
صرخت نفسي ، اصعدي إلى سطح المستشفى ، بسرعة ، أطعت نفسي ، فما من احتمال أو اقتراح ورد في عقلي .
فتح سامي باب السطح بقوة ، لوهلة تعتقد انه فارغ ،لكن لحظة ، سارة هناك ، واقفة على حافة السطح ، يداها كشراع سفينة في بحر هادئ ، رأسها مرتفع إلى السماء وكأنها ترتل آيات من الكتاب الحكيم .
سلوى: سارة إياك ، لست أنت من تقررين متى تنهين حياتك ، و مادام في عمر سنوات فاستغليها ، لا تفقدي الأمل
سامي: تعرفين مصيرك إن فعلت ذلك ، ستخسرين آخرتك ، تراجعي ببطء
سلوى: سارة ستقلين روحين ، روحك وروح الجنين
سامي: جنين؟؟
سلوى: في بطنها جنين ، وفي دمها الايدز ، لكن في روحها الإصرار ، أليس كذلك سارة؟
سارة : ارحلا من هنا ، أريد أن أموت بسلام ، أريد أن أموت لوحدي ، لا أريد لأحد دان يشهد لموتي ،، ارحلا ،، ارحلا
تحرك سامي بروية إلى المكان الذي تقف فيه من الجهة اليمنى ، وانا من الجهة اليسرى ، نظرت إلينا وهي تصرخ بان نرحل ..
تحركت قدمها ، صرخنا .. لا لا لا يا سارة .. لكن فات الأوان .. رمت بنفسها إلى التهلكة ..
سادت لحظات ساكنة ، لحظات تروي الحقيقة
وقفت ، وقف ، نظرنا إلى بعضنا ، تقدمت إليه ، وبدأت اضرب صدره بقوة ، كان كالجبل الأصم ، كنت اصرخ بكاء ، امسك يداي بقوة ، وصرخ كفي عن هذا فهي لا تستحق ، ثم احتضنني إلى صدره بحنان .
ماتت سارة آو انتحرت سارة أو قتلت سارة نفسها ، كنت ابحث في عقلي عن الفرق ، وأنا اجر أقدامي المحطمة وصوت حقيبتي الصغيرة يحدث ضجيجا في الطريق ، ولا زلت أتسأل من المسؤول عن ما حصل ؟ المجتمع ، الدولة ، الأسرة ..هي، نحن ، هم ...؟؟؟
لا اعرف ، لم اعد اعرف ، و لا رغبت لي في أن اعرف على الأقل الآن ، فقد مات في حب الحياة و الاكتشاف وذلك الأمل ، احتاج إلى وقت طويل كي استعيد عافيتي.
لمحته من بعيد في محطة القطار ، هو الآخر كان مثلي ، لذلك اكتفينا برسائل الأعين ، فما عدنا قادرين على الحديث .
صافرة القطار ، زلزلة عجلاته الحديدة ، تسارع الناس ، صوت تلك التي تقول '' القطار المتوجه إلى ...... يدخل المحطة الآن ، لسلامتكم المرجو الابتعاد عن سكة القطار '' ، ذهبت إلى السكة رقم خمسة ، وهو إلى السكة رقم واحد ، ولم نعد نعرف عن بعضنا شيئا ، لقد أصبحنا ذكرى ، مجرد ذكرى ، لصداقة مجروحة .

'' لقد اخترت النهاية
واخترت البداية
لقد اخترت الموت
واخترت الحياة
تقاطعت اختياراتنا
رغباتنا
في نقطة واحدة
فقد قررت الرحيل
وقررت الرحيل أيضا
لكن إلى عالم فيه سلام وسعادة
فيه أمل وحياة
لا موت وهلاك ''
أغلقت سلوى الأجندة البنفسجية ، ووضعت القلم الأسود فوقها ، أخذت نفسا عميقا ، وابتسمت للحياة .....    


وانتهت الحكاية ...
mercredi 31 août 2011


جميع الحقوق محفوظة لمدونة:
أمـــــــيمـــــة

يسمح النقل لكن بذكر المصدر أعلاه .            
للتواصل و إبداء الآراء و الانتقادات (الأخطاء الإملائية آو اللغوية) :    
                                    





 

^__^

ملاذيات قديمة ~

Follow us

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner