م ــــــلاذي .. ~

.๑. سريعة .๑.
" أعود لأكتب ، و أكتب لأعيش ، و أعيش لأحقق غاية الإله " أومي

£ كانت شابة كالقمر£





كانت شابة كالقمر ...ولكن؟؟
بقلم : أميمة
في بيت ميسور الحال ، جوه العائلي السعيد واضح وضوح الشمس كلما دخلت ذلك المنزل تشعر بدفئ وحنان ساكنيها هناك كانت تعيش فيه شابة كالقمر ، في عمر لا يتجاوز الثمانية عشرة،مجدة في دراستها،كانت تريد تحقيق أحلامها الطموحة التي كانت تتألق في  سماء الإبداع.
انتقلت نادية إلى ثانويتها  الجديدة المشهورة بسمعتها الطيبة و التقت بأصدقاء جدد و يالهم من أصدقاء..كانوا كلهم مرحون وضاحكون ،تلك الضحكات التي كانت تخفي شر الأنفس.و.يوما بعد يوم توطدت العلاقة بهم وأصبحت نادية لا تستطيع العيش بدونهم أصبحوا هم كل حياتها واهتماماتها وأصحابها الضاحكون كانوا يعلمون أنها وقعت في الفخ.
وفي يوم ربيعي،ذهبت نادية رفقة أصدقائها لكي ينجزوا فروضهم المدرسية .جلس الأربعة على الطاولة الحديدية،وبدا مشروعهم التدميري يكشف عن أنيابه الحادة والتي لا ترحم .أخد احدهم علبة اسطوانية الشكل ،مزركشة الألوان ،تشبه تماما علب الحلوى ،غير أن هذه العلبة تستعمل لشيء آخر غير الحلوى اللذيذة المذاق .
أخذ الثلاثة يتناولون الحلوى البيضاء ماعدا نادية ،فقدم احدهم قطعة لها وقال :
< جربيها إنها مجرد حلوى تنسيك العالم وتزيد جمالك جمالا>
.ترددت نادية كثيرا،لكنها فكرت في حياتها العادية والروتينية وأحبت دخول غمار هذه المغامرة،فأكلت الحلوى بتلذذ وسعادة ،وجلست تنتظر نتائج هذه الحلوى كأصحابها ،أرادت أن تنسى العالم و تضحك مثلهم وتتمايل مثلهم،لذلك قررت ألا تكتف بواحدة بل عليها أكل المزيد و المزيد دفعة واحدة كي تظهر لها النتائج،بعد ساعتين فقط بدت نادية من بعيد كراقصة محترفة ،أو كشبح يترنح من اليمين إلى الشمال.
مرت الأيام بسرعة،وبدأت الشابة تعجب بهذه المزحة بهذه اللعبة بهذه المغامرة فباتت تطلب المزيد والمزيد وكانت دائما سخية على أصحابها ،بحيث تجلب لهم اغلي واحدث الهواتف النقالة والكمبيوترات وكل ما يطلبونه منها ،كانت وفية بصدق لهم مقابل الحبوب تلك ، فقد أصبحت تعرف أكمان النقود في بيتهم جيدا،وتعلم الطريقة التي تمكنها من سرقته دون أن يشعر احد بذلك ،بدا التحول الهرموني في جسم نادية يظهر جليا..لم تعد تستطيع لا التركيز ولا أي شيء كل فكل ما تود الحصول عليه هو تلك الحلوى ورفقة أصحابها للسهر خارجا ،تلاشت أحلامها الوردية ،وتراجع تحصيلها الدراسي.وكل يوم كانت تضيف نوعا من الحلوى .فتارة يكون على شكل مسحوق دقيق وتارة أخرى على شكل معجنات. لينتهي بها الأمر في حانة قديمة بعيدة عن بيتهم ،كل ليلة تسبح في أوهامها وخيالاتها وفي الصباح تعود إلى الواقع إلى الحقيقة وهكذا دواليك .
في دائرة مغلقة كانت تدور وهي الواهمة بأنها تعيش حياة حلوة حياة مليئة بالفرح والهناء.
تغيرت نادية تغيرا جذريا،في شكلها وكلامها وسلوكها ،فلفت هذا التغيير المفاجئ عائلتها.فتش الأبوان عن الأسباب و سرعان ما  اكتشفوا تلك الحقيقة المرة، ابنتهم أصبحت مدمنة مخدرات، ابنتهم تسهر كل ليلة في حانة لذا قررا محادثتها ومعرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك .لكن كل هذا لم يجد نفعا فالمخدرات فعلت فعلتها في جسمها ،ارتئ والدها حبسها في غرفتها إلى أن يقرر ماذا هو فاعل ،لم تحتمل نادية الحبس في تلك الغرفة التي كانت هي عالمها ،وهي من احتوت أحلامها ،لم تعد تستطيع التحمل أكثر جسمها يصرخ طالبا الحبوب في أسرع وقت ممكن، أما الأب فقد قرر إبلاغ الشرطة وإخبارهم بما حصل ،كان الأب بين ناريين ابنة سكيرة أم ابنة مسجونة.
بعد تفكير انقض مضجعه، قرر أن يختار الخيار الثاني ،رفع السماعة واخبرهم بكل شي.
أما نادية فقد كانت تغط في نوم عميق .أيقظها منه رنات جوالها الصاخبة .فموعد المدرسة قد حان وأي مدرسة هذه ؟وجسمها من الجوع يبكي، صرخت منادية أباها وأمها وإخوتها الصغار كي يفتحوا الباب لها، ساعتها كانت الأم تحاول تحكيم عقلها على عاطفتها ،ازداد الطرق و الصراخ ،وازدادت الأم حيرة ،لكنها استسلمت لحنانها الزائد وصعدت السلالم مسرعة إلى ابنتها الكسيرة، فتح الباب إذن، ومعه فتح التفكير الشيطاني لنادية ،بدأت تفكر في الخلاص منهم في الحرية في الحبوب التي تريدها في أصحابها الضاحكين،عانقتها الأم بحرارة الأمومة المجروحة وسألتها ما إذا كانت بحاجة غالى الطعام ، نظرت نادية إلى أمها بجفاء ،بقلب لم يعد يكن أية مشاعر ولا أحاسيس ،سحبت نفسها من ذراع والدتها وأخبرتها أنها جائعة ،ذهبت الأم من فورها لتحضر لها ما تسد به رمقها وطلبت منها عدم النزول ،لكن نادية التي كانت تبحث عن الخلاص قررت النزول،و أثناء ذلك سمعت من الدرج بكاء أمها وإخوتها وعلمت بقرار والدها .توقفت مكانها بل تجمدت خوفا،دق قلبها بسرعة ،سرت في جسمها رعشة أوفقت شعره.
بتفكير سريع أسرعت خطاها إلى غرفة والدتها وأخذت كل الذهب الذي كانت تملكه،شعرت بالذنب يمزق ضميرها النائم لكن لم يكن لها وقت لمحاسبة نفسها ..فرت من بيتها الذي لطالما كان جنتها ،هناك أمها وأبوها اللذان لم يبخلا عليها بأي شيء ،هناك إخوتها الذين ملئوا أرجاء البيت ضحكات صادقة وبريئة ،هناك غرفتها التي عاشت فيها مع أحلامها وطموحاتها، كانت تركض وتركض وتتذكر ماضيها السعيد وتتسال عن حاضرها و مستقبلها أتعيش بقية حياتها هاربة.؟ ألن تدرس ألن تحقق أحلامها؟
وجهتها ساقيها إلى المكان الذي يجتمع فيه رفقاؤها،أخبرتهم بما حصل،فقرروا من فورهم التخلص منها بسهولة فهي ستشكل منذ اللحظة عقبة ستصبح عالة عليهم ومصدر مشاكل ،رسم رئيسهم خطة للتخلي عنها لكن بعد اخذ ماتملك من مال وجمال،أوهمها بأنها ستكون بأمان وأنها مرحب بها دائما،سعدت كثيرا وتصاعدت الكراهية تجاه عائلتها لتقنع نفسها بان هؤلاء هم عائلتها الحقيقة.
وفي تلك الليلة العاصفة، وكما اتفق الجميع خرجوا من المقر وبقي رئيسهم ونادية التي كانت تسبح في عوالمها الواهمة،نظر إليها نظرة ذئب لغزال يريد افتراسه وإشباع شهوته الصارخة .فعل فعلته ونادية تصرخ بأعلى صوتها لينقذني أحدكم ..ترى عن أي احد كانت تتكلم،لسوء حظها لم يكن احد لينقذها .كانت هي والذئب والمال .
جثت نادية على ركبتيها وهي تلملم شتات قبلها المكسور ، كانت تبكي بحرقة  وفي داخلها أصوات تصرخ وتلومها على اقترفته يداها ..نهضت نادية متثاقلة وهي تردد الأوغاد ؟اللعنة عليكم؟لالا أنا من فعل هذا ؟أنا من جلب العار لنفسه؟
وجدت نفسها امام البحر البارد ماؤه ،نظرت ورائها كانت المدينة تشع بألوانها الصفراء والحمراء والبرتقالية  والتي تبدوا كأنها في عرس ،أو حفل ضخم،أما أمامها فقد كان الظلام طامسا مجرد الأسود الحالك ،وغموض ماوراء البحر، ارتسمت على شفتيها ابتسامة كسيرة .وبخطوات حزينة سارت للأمام إلى أن اختفت .
ظل الشرطة يبحثون عنها في كل مكان ..لكن لم يعثروا لها على اثر،والعائلة المسكينة كانت تعيش في تعاسة ،أصيبت الأم بصدمة قوية أفقدتها القدرة على الكلام،أما الأب فقد تخلى الجميع عنه بسبب سمعة ابنته وأصبح حاله المادي والنفسي من أسوء إلى أسوء والصغار المساكين لم يفهموا ما الذي جرى وما الذي يجري ،فظل سؤال السبب عن ما حصل ملحا على كل فرد من العائلة لكن صاحبة الجواب ليست موجودة الآن ولن توجد بعد اليوم .وستصبح قصتها عبرة لمن سولت له نفسه اللعب بالحلوى تلك ، قد تختلف القصة من شخص لأخر لكن النتائج المحصل عليها واحدة، غربة الحياة بين بيني جنسك وجسم يتحرق ويتلوى لتلك المواد وخسران للأحبة والأصدقاء .
فلنعد القصة من جديد ولنرسمها مشرقة ضاحكة  بتوجيه شبابنا إلى الطريق الصحيح ومساعدتهم على التخلص من أثار المخدرات و قبولهم كناس عاديين معنا في مجتمعنا هذا.

تمت بحمد الله وعونه.

جميع الحقوق محفوظة:
oumaima@betweenmylife



 

^__^

ملاذيات قديمة ~

Follow us

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner