م ــــــلاذي .. ~

.๑. سريعة .๑.
" أعود لأكتب ، و أكتب لأعيش ، و أعيش لأحقق غاية الإله " أومي

رفيـــقا لا زوجا







الإتصال التاسع أو العاشر منذ أن أبلغته قراراها: لن أتزوجك 

بدايتهما كانت عادية كباقي بعض القصص، كان صديق زميلها فأصبح صديقها، أعجب بها شكلا ومضمونا فاختارها لتكون زوجته. هو كما قالت صديقتها: "عريس كامل ومكمل" رجل وسيم، على خلق ودين، أستاذ ويحضر للدكتوراه، عنده شقة وسيارة ومن عائلة ثرية و"ناوي معاك المعقول" .. ما الذي تريدنه أكثر؟ ولم تكن صديقتها الوحيدة التي كان لها هذا الموقف بل حتى عائلتها.

يتصل من جديد .. 

(..)
-ولكن لماذا؟
-لأسباب كثيرة
-أنا أحبك
-أنت لا تحبني .. أنت تتوهم فقط، لأنك تريد أن تتزوج
-أريد أن أتزوج نعم واحبك أيضا
- يا الهي ... 

" ولكن كيف ستفهم يا وليد ؟ أنت اخترت في يوم ما من حياتك أن تتزوج، شاءت الأقدار أن نلتقي،وجدت في ما تريده..قمت بعملية حسابية وفصلت كل شيء على مقاسك، أدرجتني في قائمتك وقلت لنفسك أنك تحبني ... و أنا لا أريد هذا، أنا لا أريد حياة كالتي تحياها .. كل شيء مخطط له مسبقا،كل شيء يمشي في خط مستقيم بطريقة مستفزة ...ستعمل صباحا،تعود إلى البيت متعبا ..يجب أن تجد الأكل جاهزا والبيت نظيفا وكل شيء مرتب في مكانه، سنأكل سويا أو ربما ستأكل لوحدك، ستنام بعدها ، ستستيقظ لتحتسي كوب قهوة أو شاي مع قطعة بسكوت،ستشاهد التلفاز أو تقرأ جريدتك المفضلة وقبل أن تنام ستكتب جزء من بحثك ستعود لعرفتنا ويجب أن تجدني هناك انتظرك، أما عن نهاية الأسبوع فقد نقضيها عند عائلتك أوعائلتي وهكذا دواليك، عجلة تدور وتدور لكنها لا تتقدم إلى الأمام، بل هي كطاحونة تطحن عمرنا على غفلة منا ... تخيل أنني أشعر بالاختناق الآن فقط وأنا أتخيل حياتي معك فما بالك إن عشتها معك حقيقة ؟ أنا لا أريد حياة كهذه،لا أريد أن أكون جزء مكملا لمخططات حياتك ولا آلة ليصنع فيها أطفالك.. 

أريد حياة صاخبة مفعمة بالمشاعر، أريد رجلا يرى في الدنيا،يهتم لتفاصيلي الصغيرة الصغيرة جدا فهي التي تخلق الفرق، ينظر إلى عيناي فيعرف ما اشعر به، أريد رفيقا نمسك بيد بعضنا كل يوم ونتسلق سلالم العمر التي عشنها لحظة بلحظة، أن نمسك سويا بزمام بعض من حياتنا ونترك البقية للقدر،أريد رفيقا يهمس لي في لحظة حزن فأضحك، أريد رفيقا أكون له ملاذا دافئا..أن نساند بعضنا لتحقيق أحلامنا،أن نكون جسدين في واحد.. روحا واحدة إن تألمت تألم وان تألم تألمت .. باختصار أريد رفيق حياة نسافر معا نحو سماء طموحاتنا لا زوجــا."

-ألو هل أنت هنا؟
-نعم
-لماذا لا تجيبين؟
-لأنني كنت أفكر
-فيم؟
-في أشياء قلتها لك مرارا وتكرارا ولكنك عاجز عن فهمها
-ولكنني أحبك
-إلى اللقاء

لم تتزوجه، ولا زال مجتمعها يلومها على قرارها كلما تقدمت بها الحياة فهي ستظل من وجهة نظره امرأة متكبرة جاحدة لنعمة الله –العريس- وكثيرة الفلسلفة .. 

"لكنني في المقابل لم أسجن نفسي وأنا الآن أعيش حياة حقيقية فيها استطيع فرد جناحي " هكذا كتبت في مذكرتها .

أميمة
 

^__^

ملاذيات قديمة ~

Follow us

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner